الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)
.الخبرعن دعاة الديلم والجيل من العلوية وما كان لهم من الدولة بطبرستان للداعي وأخيه أولا ثم الأطروش وبنيه وتصاريف ذلك إلى انقضائه. كان أبو جعفر المنصور قد اختص من العلوية من بني الحسن السبط حافده الحسن ابن زيد بن الحسن وولاه المدينة وهو الذي امتحن الإمام مالكا رحمه الله كما هو معروف وهو الذي أغرى المنصور من قبل ببني حسن وأخبره بدسيسة محمد المهدي وابنه عبد الله في شأن الدعاء لهم حتى قبض علهم وحملهم إلى العراق كما قدمناه وكان له عقب بالري منهم: الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن والي المدينة ولما حدث بين عامل طبرستان محمد بن أوس الكافل بها لسليمان بن عبد الله ابن طاهر نائبا عن محمد بن طاهر صاحب خراسان وبين محمد وجعفر من بنى رستم من أهل نواحي طبرستان حادث فتنة وقد تقدم ذكرها أغروا به أهل تلك النواحي وبعثوا إلى الديلم ليستنجدوا بهم عليه وكانوا على المجوسية يومئذ وهم حرب لمحمد بن أوس لدخوله بلادهم وقتله وسبيه منهم أيام المسالمة وملكهم يومئذ وهشوذار بن حسان فأجابوا ابني رستم إلى حربه وبعث ابنا رستم إلى محمد بن إبراهيم بطبرستان لكون الدعوة له فامتنع ودلهم على الحسن بن زيد بالري فاستدعوه بكتاب محمد بن إبراهيم فشخص إليهم وقد اتفق الديلم وابنا رستم وأهل ناحيتهم على ببعته فبايعوه وانضم إليهم أهل جبال طبرستان وزحف إلى آمد فقاتله ابن أوس دونه وخالفه الحسن بن زيد في جماعة إلى آمد فملكها ونجا ابن أوس إلى سليمان بن عبد الله بن طاهر بسارية وزحف إليهم الحسن فخرجوا للقائه فناشبهم الحرب وبعث بعض قواده إلى سارية فملكها وانهزم سلمان إلى جرجان واستولى الحسن على معسكره بما فيه وعلى حرمه وأولاده فبعثهم إليه في السفن ويقال إن سليمان انهزم له لدسيسة التشيع التي كانت في بني طاهر ثم أقبل الحسن بن زيد إلى طبرستان فملكها وهرب عنها سليمان ثم بعث الحسن دعاته إلى النواحي وكان يعرف بالداعي العلوي فبعث إلى الري القاسم ابن عمه علي بن إسماعيل وبها القاسم بن علي بن زين العابدين السمري فملكها واستخلف بها محمد بن جعفر بن أحمد بن عيسى بن حسين الصغير ابن زين العابدين وبعث إلى قزوين الحسين المعروف بالكوكبي بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن جعفر وهزمه وأسره فبعث الحسن بن زيد قائده دواجن إلى محمد بن ميكال فهزمه وقتله وملك الري من يده وذلك سنة خمسين ومائتين ثم زحف سليمان بن عبد الله بن طاهر من جرجان في العساكر فأجفل الحسن بن زيد عن طبرستان إلى الديلم ودخلها سليمان ثم قصد سارية وأتاه ابنا قاران بن شهرزاد من الديلم وأتاه أهل آمد وغيرهم طائعين فصفح عنهم ثم سار محمد بن طاهر إلى لقاء الحسن فهزمه وقتل من أعيان أصحابه ثلثمائة وأربعين رجلا ثم زحف موسى بن بغا لحربهم سنة ثلاث وخمسين فلقيه الحسن الكوبي على قزوين وانهزم إلى الديلم واستولى موسى بن بغا على قزوين ثم رجع الكوكبي سنة ست وخمسين فاستولى على الري واستولى القاسم بن علي بعدها على الكرخ سنة سبع ثم زحف الحسن بن زيد إلى جرجان وبعث إليهما محمد بن طاهر صاحب خراسان العساكر فهزمهم الحسن وغلبهم عليها وانتقض أمر ابن طاهر بخراسان من يومئذ واختلف المغلبون عليه وكان ذلك داعيا إلى انتزاع يعقوب الصفار خراسان من يده ثم غلبه الحسن سنة تسع وخمسين على قومس..استيلاء الصفار على طبرستان. كان عبد الله السخري ينازعه يعقوب بن الليث الصفار الرياسة بسجستان فلما استولى يعقوب على الأمر هرب عبد الله إلى نيسابور مستجيرا بابن طاهر فأجاره فلما هلك يعقوب الصفار بنيسابور هرب عبد الله إلى الحسن بن زيد ونزل سارية وبعث فيه يعقوب الصفار فلم يسلمه الحسن بن زيد فسار إليه يعقوب سنة ستين وهزمه فلحق بأرض الديلم ولحق عبد الله بالري وملك يعقوب سارية وآمد وجبى خراجها وسار في طلب الحسن فتعلق بجبال طبرستان واعترضه الأمطار والأوحال فلم يخلص إلا بمشقة وكتب إلى الخليفة بخبر الحسن وما فعله معه وسار إلى الري في طلب عبد الله السخري فأمكنه منه وإلى الري فقتله ثم رجع الحسن بن زيد إلى طبرستان سنة إحدى وستين وغلب عليها أصحاب الصفار واقطتعها عنهم ثم انتقض السجستاني على يعقوب بن الليث بخراسان وملكها من يده كما ذكرناه فسار وحاربه أبو طلحة بن شركب وأمره الحسن بن زيد فسار السجستاني إلى محاربته بسبب ذلك سنة خمس وستين وانتزع جرجان من يده ثم خرج عنها لقتال عمرو بن الليث بعد موت أخيه يعقوب كما نذكر في أخبارهم فملكها الحسن بن زيد ثم أوقع السجستاني بالحسن بن زيد سنة ست وستين كبسه بجرجان وهو غاز فهزمه ولحق بآمد وملك سارية واستخلف عليها الحسن بن محمد بن جعفر بن عبد الله الشيعي بن الحسين الأصغر بن زين العابدين وانصرف فأظهر الحسن بسارية قتل الحسن بن زيد ودعا لنفسه فبايعه جماعة ثم وافاه الحسن بن زيد فظفر به وقتله.
|